My Book

02‏/01‏/2012

ثورة 25 يناير ....الروشتة ناقصة يادكتور !!!!

فى جزيرة بعيده معزولة ... كانت تتأوه فى فراشها .. تكابد آلاماً لمرض عضال ..
يدغدغ عظامها... وينهش أجهزة جسدها واحداً تلوالآخر...
وظلت فى فراشها 30 عاماً ... بين سبات عميق أحياناً ... وبين راحة زائفة لمسكنات لها تأثير المخدر القوى أحياناً... وبين آهات الألم وصرخاته أحياناً أخرى ...
وكان تعافيها درب من دروب الخيال .. وحلم ساذج لا يخطر حتى على بال الأطفال.
وفجأة فى أحداث درامية وسيناريو ساحر ... حدث مالم يتوقعه أحد ....
دخل ابنها الطبيب ثائراً صارخاً ويقول لها قومى لقد وجدت العلاج ...
انهضى انهضى لقد حان وقت الشفاء !!!
نظرت إليه نظرتها الحانية المعهودة وابتسمت وقالت أخيراً قد وصلت ياحبيبى .... فيالوعة شوقى إليك وانتظارى لك !!!
فنظر فى عينيها ودموعه الساخنة تنزلق من عينيه وقال لها : آسف يا أمى .... إتأخرت عليكى ....
وسرعان ماأخرج من حقيبته روشته وشرع يكتب الدواء وطار ليحضره لها ثم أعطاها الدواء ولثم جبينها بقبلة حانية
وقال لها ارفعى رأسك فلقد تحررتِ من أسر المرض وحطمتِ قضبان الألم !!!
ولكن يادكتور مهلاً ..... ماهذا الدواء !!! إنه دواء رائع لإزالة أعراض المرض !!!
أين الدواء الذى سيقضى على الفيروس الذى تسبب اساساً فى المرض !!!!
يادكتور مهلاً .... لقد قطعنا الشجرة الخبيثة ولكن مازالت جذورها ضاربة فى أعماق الأرض ...
بقليل من الماء ستنمو من جديد وتترعرع بخباثتها المعهوده بل ربما تكون أقوى من ذى قبل !!!
نعم لقد قمنا بثورة عظيمة ... أدهشت العالم ... بل أدهشتنا نحن كشعب !!!
الثورة عظيمة جداً جداً ... لكنها ناقصة ياحكماء مصر ... ناقصة ياشرفاء مصر !!!
نعم الروشتة ناقصة يادكتور !!!!
ثورتنا على كل مظاهر الفساد ومحاربته ناقصة ثورة أخرى على تلك الجذور التى عششت فى أعماقنا وفى عقلنا الباطن وفى تقاليدنا وأفكارنا وطريقتنا فى الحياة !!!
ثورتنا ناقصة ثورة على أنفسنا !!! ثورة على فساد أخلاقنا !!! ثورة فى عقولنا ... فى قلوبنا .... !!!!
مبروووك يامصر ثورتنا من أجل العدالة والحرية.... مبروووك يامصر ثورتنا ضد الفساد !!!
وهلموا يا شعب مصر الكريم إلى ثورة أكبر وأعظم وأجل ... ثورة لإجتثاث الفيروس من جذوره ....
وكفاه عبثاً بقلوبنا ... وكفاه تقليصاً لأخلاقنا وإفساداً لعاداتنا وتقاليدنا !!!
فبالأخلاق الكريمة وطهارة النفوس وتحريرالقلوب وتنوير العقول ... ستكتمل ثورتنا !!!!
وهذه مسئوليتنا جميعاً فى المرحلة المقبلة ....
وحينئذٍ ستكتمل الروشتة ..... يادكتور !!!!!

ليست هناك تعليقات: