My Book

01‏/01‏/2012

مولود يبلغ من العمر 39 عاماً !!

باسمك اللهم أبدأ...
 منذ 39 عاماً .... تنفست أولى أنفاسى على سطح تلك البسيطة ....
 وخرجت صرختى الأولى من فمى الصغيرالمتهافت لإلتقاط أولى قطرات رزقه فى الحياة !!
 وكأنى فى ذلك اليوم ألمس قلبك ياأمى المشتاق لسماع صرختى !!!
 وأنت ياأبى ... أراك وقد اغرورقت من دموع الفرحِ عيناك !!!
كان عندى مقدرة على الصراخ ... وكان الآخرون يستجيبون بحب وود !!!
 كان الصراخ وسيلتى التى لم يعترض عليها أحد ... وكان بكائى أوامر لا يتأخر عنها أحد !!
 ومضت الأيام لتنسج الشهور ... ومضت الشهور لتنسج الأعوام ... والطفل المدلل يكبر ... ويرى ... ويسمع ... ويفهم ...
يفرح ويتألم ... يبكى ويتكلم ... وتتغير الأحوال .... ويدخل فى الدوامة الكبيرة ... التى كُتِبَ على بنى آدم دخولها ...
 إنها .... دوامة .... الحياة ... وفى معترك الحياة .... كثيراً ماتتغيرالقوانين !!! حيث أحياناً الكذب قد يصبح فضيلة ...
 والغش أمانة ...والشهوة حباً ... والظلم عدلاً ... وحيث الكثيرمن القلوب النابضة فى الحقيقة ... قد فارقت الحياة !!
 وإن صادفت من يعيرك آذاناً يسمع شكواك ويكفكف دموعك ..إن صادفت حباً ..أخلاقاً ..حكمة .. إن صادفت عدلاً .... فأنت حينئذ إنسان محظوظ ..... فلقد تعاملت مع شواذ القاعدة !!
 فلقد قل الحوار ..قل الحب .. قل الخير .. قلت الحكمة .. قلت الاخلاق !! وحينئذ لا ينفع الصراخ الذى كان يفتح مقاليد الأبواب المغلقة والبكاء الذى كان يحرك القلوب القاسية .
 اعتراضاً على هذا الحال الأليم !! قررت الصراخ لكن بشكل آخر !! علنى ألمس شفرة النجاة ...
علنى أصل لحل ألغاز كبيرة نحيا كل يوم فى بلاهة بين براثنها وكأننا أسرى بين براثن أخطبوط عظيم ...
 فهنــــا ... وعلى صفحات تلك المدونة .... قررت إقامة حوار مع نفسى ... حوار مع الآخرين ...
أتعلم ما أجهل وأنقل للآخرين ما أعلم ...أصرخ احياناً ...وأبكى أحياناً ...أضحك أحياناً ... أبنى جسوراً للتواصل مع نفسى ... مع الآخرين ... مع الواقع ... أحاول أن أجد نفسى التى طالما تاهت منى فى دروب الحياة السحيقة !!
 أحاول أن أجد حلولاً لمشاكل تمس حياتنا ... قد أنجح .. قد أستعين بآخرين . قد أفشل .. المهم اننى سأجرب !!
مرحباً بالمعمعة ... مرحباً بالإنتقال من صفوف المتأملين إلى صفوف المفكرين العاملين ...
سأحاول أن يكون لى رأياَ واضحاً فى كثير من القضايا !! بل وربما أغير فى مجراها !! سأحطم جبال الجليد التى أحاطت بحياتى !! وكفانى عمراً ضاع فى أعماق التأمل بين صخب طبول الصمتِ !! وأكسر قيوداً طالما كبلتنى .
 وأقهر حواجز طالما ضللتنى ...وأتحدى عالماً ... طالما أياديه الآثمة لطمتنى !!!
لقد قررت نقل خواطرى وأفكارى وآمالى من زنازين رأسى عبر فضاءالكلمات إلى واقع الحياة !!
فلقد قررت أن أقرأ الحياة ... قراءة عميقة ... حكيمة ... وفى تلك الظلمات أستمد قبساً من نورخالق الحياة ...
 علنى ألمس كلمات هذا الكتاب الجليل ... وأقف على كنوز معانيه ...
واتحسس مابين سطوره وارتشف حتى الإرتواء من نهر الحكمة !
إلهى ... كتاب الحياة كبير كبير ... والظلمات كثيفة وثقيلة .... ولقد مكثت عمراً تارةً فى تأمل وتارةً فى لامبالاه ...
أقترب تارةً وأبتعد تارة ... أفهم احياناً ... وأجهل أحياناً ... ولكن سفينة الحياة العشوائية كادت أن تغرقنى و تطيح بى ... بعمرى ...بمصيرى !!! فلقد ضاق بروحى رداء الجسد ... وتاقت روحى للإنطلاق نحو قربك ...نحو مزيد من الوقوف على الحقائق ... لذا حان وقت انطلاق رحلة منظمة للفهم .... للعمل .... رحلة عمرى ... وفى هذه الرحلة المصيرية الطويلة سيصبح ... الحب سفينتى .... والحكمة ضالتى .... والحق ... فى بحر الحياة الأهوج .... وظلمة الظلم الأسود ... قبلتى .... والله غايتى ...
إلهى بك أستعين على الفهم ... بك أستعين على العمل... بك أستعين على القرب ... بك أستعين ياغايتى أن تذلل لى وسيلتى ...
 بك إليك ياإلهى !!! ولا تعجبوا إن قلت أننى قد ولدت اليوم ... فالجسد لا يولد إلا مرة واحدة ... لكن القلب قد يولد مئات المرات !!!
فلا تعجبوا من مولود يبلغ من العمر 39 عاماً !!
 فبسمك اللهم نبدأ ..... وإياك إلهنا .... نستعين .

ليست هناك تعليقات: